كأس العرب.. 62 عاما ومظلة دولية ثانية

الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، والمغربي طارق السكتيوي، مدرب منتخب بلاده (أرشيفية)
الدوحة ـ الفرنسية 2025.11.29 | 02:41 pm

تُمني منتخبات عرب آسيا النفس في اقتناص فرصة مشاركة نظيراتها من إفريقيا بمنتخبات رديفة، لتعزيز حظوظها في إحراز لقب النسخة الـ 11 من بطولة كأس العرب قطر 2025 لكرة القدم التي تنطلق الإثنين حتى 18 ديسمبر المقبل.
وتستقطب البطولة، التي انطلقت قبل 62 عامًا «1963» في بيروت بمشاركة خمسة منتخبات، اهتمامًا في ظل تنظيمها تحت مظلة الاتحاد الدولي «فيفا» للمرة الثانية تواليًا بعد 2021، وعلى ستة ملاعب استضافت مونديال 2022، منها ملعبا البيت «الافتتاح» ولوسيل «الختام»، فضلًا عن تخصيص جوائز قياسية تصل إلى 36.5 مليون دولار.
وتوزعت المنتخبات الـ16 على أربع مجموعات، بعدما انضمت سبعة منتخبات من التصفيات إلى تسعة تأهلت مباشرة بفضل تصنيفها الدولي.
وفيما تنظر كل من قطر، المضيفة وبطلة آسيا آخر نسختين، والسعودية، والأردن، إلى البطولة بوصفها فرصة ثمينة للإعداد لكأس العالم 2026، يتأهب المغرب، والجزائر، حاملة اللقب، وتونس ومصر لخوضها بمنتخبات رديفة، بغياب أبرز نجومهم ومحترفيهم في أوروبا الذين سيلتحقون بمنتخباتهم الأساسية في كأس أمم إفريقيا في المغرب بدءًا من 21 الشهر عينه.
ويقص العنابي، ثالث النسخة الماضية، شريط الافتتاح مع فلسطين الإثنين على ملعب البيت في الخور «شمال»، على أن يسبق الافتتاح مواجهة تجمع تونس وسوريا على ملعب أحمد بن علي في منطقة الريان.

طفرة مغربية

متوّجًا بكأس إفريقيا للمحليين، ومعوّلًا على مراكمة الإنجازات، والطفرة، التي تشهدها الكرة المغربية بكافة فئاتها، يتقدم «أسود الأطلس» بقيادة المدرب طارق السكتيوي قائمة المرشحين للتتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 2012، قبل أن تتوقف البطولة تسعة أعوام.
وسيحاول السكتيوي «47 عامًا»، الذي قاد المغرب إلى برونزية أولمبياد باريس 2024، وكأس إفريقيا للمحليين، تجاوز إرهاق لاعبيه المشاركين مع أنديتهم في المسابقات القارية، متكئًا على كوكبة من المحترفين، مثل عبد الرزاق حمد الله «الشباب السعودي»، وأشرف بن شرقي «الأهلي المصري»، وطارق تيسودالي «خورفكان الإماراتي».
يضع نجم المغرب السابق مصطفى الحداوي كل ما تحقق من إنجازات للكرة المغربية أخيرًا في سياق إيجابي للسكتيوي، رافضًا أن تشكل عامل ضغط عليه.
قال لوكالة فرانس برس: «ستكون دافعًا له ليكمل مسيرته القوية بعد الفوز بكأس إفريقيا للمحليين، خاصة أن اللاعبين أظهروا مؤهلات رائعة تُرجمت باكتساح الجوائز الفردية أيضًا».
لكن الحداوي «64 عامًا»، يترقب الـ«كلاسيكو» المنتظر، وفقًا لوصفه، مع «الأخضر» السعودي في ختام الدور الأول، «وجود المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، العارف بالكرة المغربية، يمنحها نكهة خاصة».
يضيف الحداوي، الذي احترف سابقًا مع أندية سانت إتيان، ونيس، ولنس، وأنجيه الفرنسية: «أنتظر ندّية كبيرة من لاعبي السعودية، خاصة أن الدوري هناك أصبح أقوى بمشاركة نجوم كبار، أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو».

رأي آخر

لكن فؤاد أنور، نجم المنتخب السعودي سابقًا لا يشاطر الحداوي الرأي.
يقول أنور، الذي افتتاح عدّاد «الأخضر» في بطولات كأس العالم أمام هولندا في نسخة 1994: «المنتخبان سيحسمان تأهلهما في أول مباراتين أمام عُمان وجزر القمر، وبالتالي ستكون مباراة لتحديد المتصدر فقط».
يضيف أنور «53 عامًا» لفرانس برس إن الفرصة متاحة أمام عرب آسيا لتحقيق اللقب «مشاركة منتخبات شمال إفريقيا بالصف الثاني تجعل الآخرين يطمعون بتحقيق البطولة».
ويتابع: «بصراحة، لو شاركت المنتخبات الإفريقية بالصف الأول لن يكون هناك أمل على الإطلاق.. وسيكون اللقب محصورًا بينهم».
يرشح أنور منتخب بلاده للمنافسة على اللقب «لأنه يمتلك نجومًا وتشكيلة قوية»، مردفًا: «يجب ألا ننسى قطر، فهي تلعب على أرضها».
وفيما يؤكد الحداوي أن منتخب بلاده سيلعب بثوب البطل ما قد يقويه نفسيًا، يضع صالح عصاد، نجم المنتخب الجزائري سابقًا «الخضر» في مقدمة المرشحين لنيل اللقب للمرة الثانية تواليًا.

الخبرة والقوة

يعتقد عصاد، أحد أبرز نجوم الجزائر في مونديال 1982، أن «التشكيلة التي اختارها المدرب مجيد بوقرة تضم أسماء كبيرة، ومزيجًا بين الخبرة والقوة».
يضيف عصاد «67 عامًا» لفرانس برس: «يمتلك المنتخب العنصر الشبابي متمثلًا بعادل بولبينة «22 عامًا»، نجم الدحيل القطري، الذي حصل على ثقة جمال بلماضي، المدرب السابق للمنتخب، الذي بلا شكّ حضّره ذهنيًا لهذه المنافسة لتعزيز فرص الالتحاق بالمنتخب الأول».
يرى عصاد، صاحب التجربة الاحترافية الغنية في فرنسا مع ناديي مولوز وباريس سان جيرمان، أن «المنافسة ستكون قوية وشرسة بين الجزائر، والمغرب، وتونس، ومصر، من دون أن ننسى المنتخب القطري، الذي سيكون الأخطر، لأنه يلعب بين جماهيره».
إفريقيًا، يقفز إلى الاهتمام أيضًا منتخب تونس «وصيف النسخة الماضية»، الذي ارتأى مدربه سامي طرابلسي خوض البطولة بتشكيلة جلها من الأساسيين، إذ تقع كأس العرب في رأس الأولويات لحسم مستقبله، إذ أكد أن بقاءه في موقعه مرتبط بـ«تحقيق الأهداف» التي نص عليها عقده.
ورفع الأداء الجيد لـ«نسور قرطاج» تجريبيًا أمام البرازيل «1ـ1» من معنويات الجماهير التي تترقب لقبًا ثانيًا بعد النسخة الأولى «1963».

العنابي والنشامى

آسيويًا، يُنظر باهتمام إلى العنابي، صاحب الضيافة، وبطل القارة آخر مرتين، إذ يسعى مدربه الإسباني جولين لوبيتيجي للاستفادة من البطولة تحضيرًا لكأس العالم، وهو سياق مشترك مع المنتخب الأردني «وصيف كأس آسيا وأول المتأهلين العرب إلى كأس العالم»، الذي ارتفع سقف طموحاته بعد إنجازاته الأخيرة بقيادة مدربه المغربي جمال السلامي.
كما يتطلع العراق «4 ألقاب قياسية» إلى الإعداد من خلال البطولة للمواجهة المصيرية أمام الفائز من بوليفيا وسورينام في الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم، مارس المقبل.